كيف حسم الهلال دوري أبطال آسيا مبكرا
في لعبة الشطرنج، تنص القوانين على أنه إذا استطعت الوصول ببيدقك إلى الصف الأخير من حدود عدوك، فبإمكانه الترقيّ إلى مصاف القادة ليواصل الحرب كملكٍ أو وزير. لقد وصل ويسترن سيدني واندررز إلى نهائي دوري أبطال آسيا ضد الهلال، فمن عساه يسلب حقه في أن يكون زعيما؟
لا زلت أبحث عن الكلمة المناسبة لوصف واندررز، فهل هو صدفةٌ؟ أم معجزةٌ؟ هل سيخلع اللاعبون قمصانهم لنكتشف أننا وقعنا ضحيةً للكاميرا الخفية؟ إن تأهله إلى نهائي أكبر بطولات القارة عقب سنتين من تأسيسه هو جنونٌ محضٌ أرفضه بكل ما أوتيت من منطق، ولو كان الأمر بيدي لأعدته إلى صفوف رياض الأطفال الكروية ليعرف قدر نفسه.
ولكن إن أُرغمت على القبول بأن "لكل مجتهدٍ نصيبٍ"، حتى وإن لم يقف في الطابور الطويل وينتظر دوره في مقارعة كبار آسيا، فنعترف بأن سيدني سيكون ندا خطيرا للهلال. يعوض الفريق الأسترالي غياب النجوم باللعب الجماعي المتكامل، حيث تكون كلمة السر للانضباط العالي والأداء البدني القوي، مع الحرص على صلابة الدفاع وإبداء جرأةٍ محمودةٍ في الهجوم.
إن القتالية والعزيمة التي يؤمن بها أبناء سيدني لا تقل عن إصرار الهلاليين الذي مكنّهم من تجاوز موسمٍ محليٍ سوداويٍ ليصلوا إلى النهائي، إذا في ظل تساوي الكفة بين الزعيم و"البيدق"، كلاهما سيبحثان عن عوامل إضافيةٍ يحسمان بها القمة، وفي رأيي، هنا أتى الانتصار الهلالي مبكرا.
إن سيدني اليوم تشهد حمىً كرويةً لا سابق لها، فأعداد الجماهير في لقاءات الديربي باتت تلامس حدود الـ40 ألف متفرج، ولك أن تتخيل الحالة الجنونية التي تعتري أنصار الفريق المتمركزين في ضواحي المدينة، وهم الذين أبهروا البلد الناشئة في عالم الساحرة المستديرة بأغانيهم ومكبرات صوتهم.
لقد دعا هذا الحماس منقطع النظير فريق سيدني واندررز إلى التمسك باستضافة الهلال في ملعبه الذي لا يتسع لأكثر من 25 ألف متفرج، مفضلين الملعب الصغير على خوض مواجهة الذهاب بعيدا عن الديار في ملعبٍ يتسع لـ83 ألف متفرجٍ.
ويؤسفني أن أقول لرجال توني بوبوفيتش بأن الخطة لن تنجح في هذه المرة، فالزعيم الذي يصمد أمام حشود النصر والاتحاد والأهلي، ويعود بالتأهل من استاد هزاع بن زايد، هو فريقٌ لا يرضخ لهدير المدرجات وهتافات الجماهير.
على الجانب الآخر، لن يتمكن الواندررز من تجريد خصومهم من أفضلية الخبرة التي يتمتعون بها، ليس في التعامل مع البطولة الآسيوية فحسب، بل في خوض المباريات النهائية، فممثل أستراليا لم ينتصر في نهائيٍ قط، وفي آخر نهائيٍ وصل إليه، سقط في الشوط الإضافي الأول. بل مجرد المقارنة بينه وبين الهلال على صعيد خبرتيهما في التعامل مع ركلات الجزاء الترجيحية توضّح الصورة القاتمة.
هل سيعدّل الهلال قواعد الشطرنج ليعود البيدق بيدقا ويترك الزعامة لأهلها؟